عندما يتذكر مؤرخو الفن إدفارد مونش فإنهم يتذكرونه بسبب هذه اللوحة بالذات، ربما لأنها لا تصور حادثة أو منظراً طبيعياً، وإنما حالة ذهنية. الدراما في اللوحة داخلية، مع أن الموضوع مرتبط بقوة بطبوغرافية أوسلو مدينة الفنان. المنظر الطبيعي المسائي يتحول إلى إيقاع تجريدي من الخطوط المتموجة، والخط الحديدي المتجه نحو الداخل يكثف الإحساس بالجو المزعج في اللوحة. لوحة الصرخة لإدفارد مونش تحولت منذ ظهورها في العام 1893 إلى موضوع لقصائد الشعراء وصرعات المصممين، رغم أن للفنان لوحات أفضل منها وأقل سوداوية وتشاؤماً! " مقاربة نفسية للوحة [ عدل] ويقول الدكتور شاكر عبد الحميد في كتابه عصر الصورة الصادر عن سلسلة عالم المعرفة 311 يناير 2005 " إن لوحة الصرخة الشهيرة لإدفار مونش مثلاً التي رسمها عام 1893 ، قد وجهت لتصوير ذلك الألم الخاص بالحياة الحديثة، وقد أصبحت أيقونة دالة على العصاب والخوف الإنساني. في اللوحة الأصلية تخلق السماء الحمراء شعوراً كلياً بالقلق والخوف وتكون الشخصية المحورية فيها أشبه بالتجسيد الشبحي للقلق. ومثلها مثل كثير غيرها من اللوحات الشهيرة فقد تم نسخ الصرخة وإعادة إنتاجها في بطاقات بريد وملصقات إعلانية وبطاقات أعياد الميلاد وسلاسل مفاتيح، واستخدمت كذلك كإطار دلالة في فيلم سينمائي سمي الصرخة ظهر عام 1996 وتجسدت اللوحة في أقنعة بعض الشخصيات في الفيلم، حيث كان القاتل يرتدي قناعاً مستلهماً منها.
وقد بلغ اضطرابه ذروته حينما أطلق على نفسه الرصاص فأصاب يده اليُسرى دون أن تأتي إصابته للوفاة على غرار فان جوخ. [4] دخل مونش المصحة النفسية، في عام 1908، بعد تزايد الهلاوس السمعية والبصرية ووساوس الانتحار. بالعودة للوراء فإننا نجد نتاج هذا الاضطراب النفسي قد تجلى في أكثر لوحات مونش شهرة، والتي هي إحدى أشهر اللوحات في التاريخ أيضًا وأكثرها اضطرابا وحزنا، إنها لوحة "الصرخة" التي رسمها عام 1893. [5] لوحة "الصرخة" لـ"إدفارد مونش" (مواقع التواصل) اللوحة لا تتّسق في شكلها مع الألوان والأحجام الطبيعية للأشياء؛ فتعكس كيف يرى مونش العالم لا حقيقة العالم كما هو. واللوحة، التي تحمل في طيّاتها من الاضطراب والقلق النفسي ذروته، لم يكتفي مونش بواحدة منها. فرسم عدة نُسخ، عدة صرخات، يتفقن كلهن في الشكل والمضمون، وكأنه لا يتوقف أبدًا عن إطلاق نداء الاستغاثة. الصرخة ليست اللوحة الوحيدة لمونش التي عكست نفسًا معذبة. هناك أيضًا لوحة " القلق /Anxiety" التي رسمها، عام 1894، بُعيد الصرخة بعام، وكأنّه يُعيد الاستغاثة. وفي اللوحة، مرة أخرى، يرسم السماء باللون الأحمر الدامي، وبدلًا من أن كان يقف بمفرده على جسر، يرسمُ عددًا من البشر بملامح أشباح وملابس جنائزية قاتمة وكأنه يرثي الإنسانية ككل.