فضل المسجد النبوي - أمانة المدينة المنورة - YouTube
وكان عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - شديد التعلق بها حتى كان يدعوا الله أن يجعل موته فيها، فكان من دعائه " اللهم ارزقني شهادة في سبيلك، واجعل موتي في بلد رسولك " فاستجاب الله دعاءه. 8- بركة طعامها: فهي أرض مباركة، بارك الله في أقواتها وأرزاقها ومدها وثمرها بدعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم لها، ففي صحيح مسلم أن الناس كانوا إذا رأوا أول الثمر جاءوا به إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا أخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( اللهم بارك لنا في ثمرنا ، وبارك لنا في مدينتنا ، وبارك لنا في صاعنا ، وبارك لنا في مدنا ، اللهم إن إبراهيم عبدك وخليلك ونبيك ، وإني عبدك ونبيك ، وإنه دعاك لمكة ، وإني أدعوك للمدينة بمثل ما دعاك لمكة ومثله معه)، فأي عيش طيب وأي مسكن هني، أطيب من عيش المدينة ومسكنها، وقد دعا لها رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا الدعاء المبارك؟. 9- مُصانة من الطاعون والدجال: فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( على أنقاب المدينة ملائكة لا يدخلها الطاعون ولا الدجال) متفق عليه، والأنقاب هي الطرق والمسالك، وفي هذا الحديث فضل كبير للمدينة أنه لا يدخلها الدجال وهو رأس كل فتنة ، ولا الطاعون وهو المرضُ العامُّ والوَباء الذي يُفْسِد الهواء فتفسُدُ به الأمْزِجَة والأبْدان ، فالمدينة محفوظة بحفظ الله من أعظم الفتن في الدين وهو الدجال ، ومن أعظم الأدواء في الأبدان وهو الطاعون، نسأل الله السلامة والعافية.
وصححه الألباني في صحيح الترمذي برقم 487 ومعنى الدُّور: أي الأحياء والقبائل. وقد عد النبي صلى الله عليه وسلم البزاق في المسجد خطيئة وأخبر أن كفارتها دفنها ، ففي الصحيحين من حديث أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " البزاق في المسجد خطيئة ، وكفارتها دفنها " رواه البخاري 415 ، ومسلم 552. وروى النسائي (728) وابن ماجة (762) عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى نخامة في قبلة المسجد فغضب حتى احمر وجهه ، فجاءته امرأة من الأنصار فحكتها وجعلت مكانها خلوقا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما أحسن هذا " والحديث صححه الألباني في صحيحي النسائي وابن ماجة. وثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم أزال ذلك بنفسه كما في الصحيحين من حديث عائشة قالت "رأى في جدار القبلة مخاطا أو بصاقا أو نخامة فحكها " رواه البخاري 407 ومسلم 549. وروي في فضل ذلك أحاديث ضعيفة نذكرها لبيان ضعفها ، وفيما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم كفاية ، فروى أبو داود ( 461) والترمذي ( 2916) حديث " عرضت علي أجور أمتي حتى القذاة يخرجها الرجل من المسجد " والحديث ضعفه الألباني في ضعيف الترمذي. وروى ابن ماجة (757) حديث " من أخرج أذى من المسجد بنى الله له بيتا في الجنة " والحديث ضعفه الألباني في ضعيف ابن ماجة.
في البُعد عنها يَهيجُ الشوقُ إليها، ويتضاعَفُ الوَجدُ عليها، وكان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إذا قدِمَ من سفرٍ، ونظرَ إلى جُدُراتها ودوحاتِها ودرجاتها أوضعَ راحِلَته، وحرَّكَ دابَّتَه واستَحَثَّها، وأسرعَ بها حُبًّا في المدينة، فإذا أشرفَ عليها قال: «هذه طابَة، وهذا أُحُدٌ جبلٌ يُحِبُّنا ونُحِبُّه». فهي حبيبةُ المحبوبِ - صلى الله عليه وسلم - الذي كان يقول: «اللهم حبِّب إلينا المدينةَ كحُبِّنا مكةَ أو أشدَّ» ؛ متفق عليه. دارُه ومُهاجرُه، فيها نُصِبَ مِحرابُه ورُفِع مِنبرُه، وفيها مضجَعُه ومنها مبعثُه. طيبةُ الغرَّاء، وطابَةُ الفَيحاء، تُوسِعُ العينَ قُرَّة، وتملأُ النفسَ مسرَّة، بلدةٌ آمنة، ومدينةٌ ساكِنة، لا يُهراقُ فيها دم، ولا يُحمَلُ فيها سلاحٌ لقتال؛ فعن سهل بن حُنَيف - رضي الله عنه - قال: أهوى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بيده إلى المدينة، فقال: «إنها حرَمٌ آمِن»؛ أخرجه مسلم. ويقولُ رسولُ الهُدى - صلى الله عليه وسلم -: «من أخافَ أهلَ المدينة فعليه لعنةُ الله والملائكة والناسِ أجمعين، لا يقبَلُ الله منه صَرفًا ولا عَدلًا، ومن أخافَ أهلَها فقد أخافَ ما بين هذين - وأشارَ إلى ما بين جنبَيْه - صلى الله عليه وسلم -» ؛ رواه ابنُ أبي شيبة.
يسأل الكثيرمن المسلمين حول فضل الذهاب إلى المسجد والأحاديث التي وردت في فضل الذهاب للمسجد ، ومن الأحاديث الشريفة التي وردت في فضل الذهاب للمسجد ما جاء في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من غدا إلى المسجد وراح أعد الله له نُزله من الجنة كُلما غدا أو راح». ومن الأحاديث التي وردت السنة النبوية الشريفة حول فضل الذهاب للمسجد ما روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من تطهر في بيته ثم مشى إلى بيت من بيوت الله ليقضي فريضة من فرائض الله كانت خطوتاه إحداهما تحط خطيئة والأخرى ترفع درجة». الأحاديث النبوية الشريفة في فضل الذهاب للمسجد أيضا من الأحاديث النبوية الشريفة التي وردت في فضل الذهاب للمسجد ما روى مسلم عن أُبي بن كعب قال: كان رجلٌ لا أعلم رجلًا أبعد من المسجد منه وكان لا تخطئه صلاة قال: فقيل له، أو قلت له: لو اشتريت حمارًا تركبه في الظلماء وفي الرمضاء قال: ما يسُرني أن منزلي إلى جنب المسجد إني أُريد أن يُكتب لي ممشاي إلى المسجد ورجوعي إذا رجعت إلى أهلي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قد جمع الله لك ذلك كُلَّه.
أسس النبي محمد صلى الله عليه وسلم المسجد النبوي في ربيع الأول من العام الأول من هجرته، وكان طوله سبعين ذراعًا، وعرضه ستين ذراعًا، أي ما يقارب 35 مترًا طولاً، و30 عرضًا، جعل أساسه من الحجارة والدار من اللَّبِن وهو الطوب الذي لم يحرق بالنار، وكان النبي يبني معهم اللَّبِن والحجارة، وجعل له ثلاثة أبواب، وسقفه من الجريد. وروى البخاري عن قصة بناء المسجد النبوي أن النبي صلى الله عليه وسلم: أَمَرَ ببناء المسجد، فأرسل إلى ملإ بني النجار فجاءوا، فقال: "يَا بَنِي النَّجَّارِ ثَامِنُونِي حَائِطَكُمْ هَذَا". فقالوا: لا واللَّه، لا نطلب ثمنه إلَّا إلى اللَّه. قال: فكان فيه ما أقول لكم، كانت فيه قبور المشركين، وكانت فيه خربٌ، وكان فيه نخلٌ، فأمر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بقبور المشركين فَنُبِشَتْ، وَبِالخِرَبِ فَسُوِّيَتْ، وَبِالنَّخْلِ فَقُطِعَ، قال: فصفُّوا النَّخل قبلة المسجد، وجعلوا عضادتيه (خشبتان مثبتتان على جانبي الباب) حجارةً، قال: قال جعلوا ينقلون ذاك الصَّخر وهم يرتجزون، ورسول اللَّه صلَّى الله عليه وسلَّم معهم، يقولون: "اللَّهُمَّ إِنَّهُ لاَ خَيْرَ إِلَّا خَيْرُ الآخِرَهْ، فَانْصُرِ الأَنْصَارَ وَالمُهَاجِرَهْ" (1).
الخطبة الأولى: المدينة النبوية دار هجرةِ خيرِ البرية محمدٍ -صلى الله عليه وسلم-، وقد أمره الله -عز وجل- أن يدعوه بقوله: ( وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ)[الإسرَاء: 80]، يعني: المدينة، ( وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ)[الإسرَاء: 80]، يعني: مكة. وقد رأى في منامه -صلى الله عليه وسلم- ما ذكره بقوله: " رأيت في المنام أني أهاجر من مكة إلى أرضٍ بها نخل، فذهب وَهَلي إلى أنها اليمامة أو هجر، فإذا هي المدينة يثرب "(متفق عليه). وهي دار هجرة الصحابة -رضي الله عنهم-؛ فالتقى فيها الذين تبوؤا الدارَ والإيمان -الأنصارُ- بإخوانهم المهاجرين، ومنها انطلقوا فاتحين للقلوب والبلاد، في المدينة هبط الوحي فيها، ومشى على ثَراها خير خلق الله، عاش فيها، ومات، ودفن بها، والإيمان يأرز إليها، ولفضلها تعاقب العلماء والمصنِّفون في ذكر فضائلها. قال ابن وهب: "سمعت مالكًا يذكر فضل المدينة على غيرها من الآفاق، فقال: إن المدينة تبوّأت بالإِيمان والهجرة، وإنَّ غيرها من القرى افتتحت بالسيف، ثم قرأ: ( وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ)[الحَشر: 9]، الآية".
اللهم وفقنا لهداك............. أقول.......... الخطبة الثانية الحمد لله رب العالمين...................... أما بعد فيا أيها المؤمنون: بعد ذكر شيء من فضائل مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم نبين ما يفعله زائر المدينة، فمن المهم أن يعلم المسلم أنه يشد الرحل لزيارة المسجد النبوي، ولا يجوز له أن يشد الرحل لأجل زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم، كما أخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي هريرة مرفوعًا: « لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا والمسجد الأقصى »، والمقصود لا تشد الرحال لأي مكان مسجد أو غيره للتقرب إلى الله فيه. ومن دخل المدينة فله زيارة مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ثم السلام على النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه، وكذلك زيارة مسجد قباء، فإن الصلاة في هذين المسجدين لها مزية على غيرهما من المساجد، فالصلاة في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم بألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام، فقد أخرج البخاري وسلم في صحيحيهما من حديث أبي هريرة قال صلى الله عليه وسلم: « صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام ». فضل الصلاة في مسجد قباء أنه النبي صلى الله عليه وسلم كان يأتيه كل سبت ماشيًا وراكبًا، أخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث عبد الله بن عمر قال: « كان النبي صلى الله عليه وسلم يأتي مسجد قباء كل سبت ماشيًا وراكبًا فيصلي فغيه ركعتين »، وأما فضل الصلاة فيه فإن الركعتان فيه تعدل أجر عمرة، كما أخرج ابن ماجه في سننه من حديث سهل بن حنيف قال صلى الله عليه وسلم: « من تطهر في بيته ثم أتى مسجد قباء فصلى فيه صلاة كان له أجر عمرة »، وقوله: « صلى فيه صلاة » يشمل الفرض والنفل.